تأثير النوم الجيّد على العقول في طور النمو

في خضم تربية الأطفال الصغار، قد يغفل الكثيرون عن أهمية النوم الجيد. لكن بالنسبة للأطفال في سنواتهم الأولى، لا يعتبر النوم مجرد وقت للراحة، بل هو عنصر أساسي يؤثر بشكل عميق على صحتهم الجسدية والعاطفية والعقلية.

لنكتشف معاً أهمية النظام الصحي للنوم والتأثير التحويلي الذي يمكن أن يحدثه على نمو الأطفال.

النظام الصحي للنوم

يشمل النظام الصحي للنوم مجموعة من الممارسات السلوكية والبيئية التي تساهم في تعزيز صحة النوم. فالنوم ليس مجرد فترة راحة، بل هو العنصر الأساسي لإعادة شحن عقل وجسم الطفل، مما يجعله يستيقظ منتعشاً ومستعداً لمواجهة تحديات يوم جديد!

تشير الأبحاث إلى أن النوم الكافي أمر بالغ الأهمية لصحة الأطفال العامة. عندما يعاني الطفل من صعوبة في التكيّف مع روتين نوم صحي، فإن ذلك لا يؤثر عليه فقط، بل يمكن أن يؤثر أيضاً على الأسرة بأكملها. في تجربتي، أدركت أن هذا الوضع يجعل الوالدين يشعرون بالحيرة بشأن الأماكن التي يمكنهم اللجوء إليها للحصول على النصائح. ولكن التواصل مع المختصين في المدرسة يمكن أن يساعد في إحداث تغييرات إيجابية، وسيكون فريق المعلمات لدينا سعيداً بتقديم الإرشادات والدعم المستند إلى سنوات من الخبرة.

إن تأثير أنماط النوم غير المنتظمة يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الخمول، إذ قد يتسبب في مشاكل أخرى مثل فرط النشاط، وضعف الذاكرة والقدرات المعرفية، وضعف جهاز المناعة، وكذلك مشاكل في الوزن والنمو والتحديات السلوكية.

يتطلب خلق بيئة نوم مناسبة للطفل مزيجاً من العوامل المادية والحسية والبيئية. يتعلق الأمر بتوفير جو يجمع بين الراحة والألفة، ويشمل عناصر أساسية مثل سرير مريح، وملابس نوم مريحة، وإضاءة هادئة، وروائح مهدئة، وأجواء هادئة تبعث على الاسترخاء بدلاً من التحفيز. علاوة على ذلك، فإن تحديد تمييز واضح بين الليل والنهار واستخدام هذه المفاهيم بشكل منتظم مع الطفل، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تشجيع دورة نوم صحية.

إن الروتين المنتظم والمصمم بعناية في وقت النوم هو الأساس للحصول على ليلة نوم هادئة. يشمل ذلك دمج أنشطة مهدئة مثل الاستحمام المريح، أو سرد القصص، أو المحادثات الهادئة، ما يعزز شعور الطفل بالأمان والراحة، ويشير له أنه حان وقت الاسترخاء والاستعداد لنوم هادئ! 

أحياناً، قد تساعد تمارين التنفس البسيطة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة في تهيئة الطفل لنوم جيد.

في ما يلي جدول يوضح متوسط احتياجات النوم للأطفال وفقاً لأعمارهم. قد يتفاجأ البعض من مدة النوم التي يحتاجها الطفل ليُقدّم أفضل أداء طريقة خلال يومه الدراسي!

غالباً ما يتم التقليل من أهمية العلاقة بين النظام الغذائي والنوم. يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الغني بالوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين إلى تعطيل قدرة الطفل على النوم والبقاء نائماً. من الأفضل اختيار الأطعمة المغذية التي تعزز دورة نوم صحية.

في ما يلي قائمة بالأطعمة الموصى بها لتعزيز النوم:

• أطعمة مثل الحبوب الكاملة (دقيق الشوفان والأرز البني)

• الفواكه، مثل الموز والكيوي

• الحليب والزبادي

• أطعمة مثل اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك

• تجنّب اللحوم الثقيلة أو الدهنية قبل وقت النوم

• الخضروات مثل السبانخ والكرنب، الغنية بشكل خاص بالكالسيوم والمغنيسيوم

الاستمتاع بالرحلة

في هذه المرحلة المحورية من حياة الطفل، لا يعد النوم مجرد حاجة جسدية، بل إنه أمر حيوي لدعم نموه وتطوره. لذا، يجب الحرص على منحهم فترة نوم كافية، وخلق جو من الهدوء، ومشاهدتهم وهم يخوضون مغامرة في أرض الأحلام. يجب أن يشعر أطفالنا بالحيوية والاستعداد لاستكشاف العالم في صباح اليوم التالي!